التّقاعد المسبق يخلّف كارثة في قطاع التربية
يستأنف مديرو المؤسسات التربوية نشاطهم، الأحد، في ظل شغور "إداري" كبير قدر بنسبة 70 بالمائة في الطور الابتدائي، بسبب خروج آلاف المديرين إلى التقاعد، وهو ما دفع بوزارة التربية، إلى اللجوء إلى تكليف "النظار" و"مستشاري" التربية بتسيير المؤسسات التربوية بصفة مؤقتة.
ستواجه عديد المؤسسات التربوية من ابتدائيات ومتوسطات وثانويات، مشكل العجز في المديرين، بحيث ستفتح أبوابها أمام التلاميذ من دون "تأطير إداري"، بسبب ذهاب الآلاف منهم في تقاعد من جهة ومن جهة ثانية لعدم استيفاء عديد المترشحين شروط المشاركة في مسابقة الترقية لرتبة مدير مؤسسة تربوية، وهو ما سيدفع بمديريات التربية للولايات إلى البحث عن الحلول المستعجلة في الوقت بدل الضائع، باللجوء إلى "التكليف" من خلال تعيين "النظار" بصفة مؤقتة لتسيير الثانويات، وأما بالمتوسطات يتم تعيين مستشاري التربية لتسيير الأمور الإدارية من دون غيرها، في حين يتم تكليف مديري الابتدائيات المجاورة لتلك المدارس التي تعرف عجزا في المديرين، لضمان دخول مدرسي ناجح من دون مشاكل، إلى غاية الإعلان عن النتائج الأولية لمسابقة "المديرين" الداخلية، التي جرت في الـ22 أوت الجاري، ومع ذلك سيبقى الشغور قائما، على اعتبار أن تعيين المديرين الجدد الناجحين في الاختبارات الكتابية سيبقى "مؤقتا" فقط، على اعتبار أن نجاحهم "غير نهائي"، وهو مرتبط أساسا بضرورة ضمانهم النجاح النهائي في التكوين "الإلزامي" الذي يدوم سنة كاملة "طيلة الموسم الدراسي".
وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن وثائق المترشحين "إجاباتهم" المتعلقة بالمسابقة الداخلية للترقية التي تخص 11 رتبة، قد تم نقلها الأسبوع الماضي من مراكز الإجراء، إلى مراكز التجميع والإغفال لنزع المعلومات والبيانات الشخصية للمترشحين واستبدالها بالرموز السرية، وبعد الانتهاء من العملية يتم تحويل تلك الوثائق إلى مراكز التصحيح على اعتبار أن عملية التصحيح تجرى خارج الولايات، وهي نفس الإجراءات المعتمدة في امتحان مصيري كالبكالوريا، قصد ضمان أكثر شفافية للمسابقة وكذا لوضع حد للتلاعب بقوائم الناجحين.
كما سيتم الشروع ، الأحد، في تعيين المديرين الجدد في مناصبهم الجديدة الذين نجحوا في مسابقات السنة الماضية بعنوان 2015، ورغم ذلك يبقى العجز قائما.
عن جريدة الشروق.