كشفت التلميذة خولة بلاسكة من ولاية سكيدة، صاحبة المرتبة الأولى على المستوى الوطني في امتحانات البكالوريا دورة جوان 2017 أنها ستختار دراسة الطب لاستكمال مشوارها العلمي في الجامعة بحكم ميولها وحبّها لمادة العلوم الطبيعية، مشيرة أنها لم تكن تتوقع تربعها على صدارة قائمة المتفوقين في هذه الشهادة بعد حصولها على معدل 19.21.– لا أملك حسابا في “الفيسبوك“. وأتمنى ختم القرآن الكريم
– هكذا حضّرت لـ“الباك” وهذا هو سرّ نجاحي
– سأختار تخصص الطب ولم أكن أتوقع الحصول على الصدارة وطنيا
وتحدثت خولة بلاسكة، لـ”الحوار” عن تفاصيل لقائها بالوزير الأول عبد المجيد تبون خلال تكريمها مؤخرا بقصر الشعب، كما تطرقت لكيفية تحضيرها لـ”الباك” وأمور أخرى تخص حياتها الشخصية.
* في البداية، هل لك أن تعرفي بنفسك ؟
– خولة بلاسكة، من مواليد 5 ماي 1999، تحصلت على المرتبة الأولى وطنيا في امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2017 بمعدل 19.21 من 20، في شعبة العلوم التجريبية بثانوية “شنيقل سعد” بلدية تمالوس غربي ولاية سكيكدة.
* هل كنت تتوقعين حصولك على هذا المعدل، خصوصا في شعبة صعبة مثل “العلوم التجريبية“؟
– صراحة لم أتوقع ذلك، صحيح أني كنت أطمح دائما إلى التفوق والتألق وكانت أمي دائما تقول لي إنني سأكون الأولى على مستوى الولاية، لكن أن أحصل على المرتبة الأولى في بكالوريا الجزائر هذا العام، فهذا حلم كبير قد تحقق فعلا.
* كيف استقبلت خبر حصولك على هذا المعدل ؟
– لما قمت بإدخال الرقم وإرسال الرسالة، ظهر لي معدل 19.21، فلم أصدق ذلك، وقمت بإعادة العملية والتأكد مرة أخرى لأني كنت أظن أنني أخطأت في الرقم، وبعد تأكدي من ذلك غمرتني السعادة وهرولت لأمي لأخبرها بذلك خاصة وأنها كانت أكثر تشوقا لمعرفة نتيجتي ومرتبتي إلى أن اتصل بي مدير التربية الذي هنأني وأكد لي خبر حصولي على المرتبة الأولى في الولاية ثم على المستوى الوطني، صراحة هو شعور رائع حينما تجني ثمرة جهدك.
* هل سطرت برنامجا خاصا للدراسة والتحضير للبكالوريا ؟
– أنا دائما أرسم برنامجا أتبعه في دراستي حتى في المواسم الدراسية التي سبقت البكالوريا، وهو الأمر الذي التزمت به في هذا العام، حيث كنت منضبطة بالوقت، بمراجعة كل المواد العلمية منها والأدبية، فبعد وصولي إلى البيت الذي يبعد عن المدرسة مدة نصف ساعة تقريبا سيرا على الأقدام أصلي وأرتاح قليلا، وأعود بعدها مباشرة لمراجعة دروسي من خلال البدء بمراجعة مادة علمية لأني أكون مرتاحة حينها، ثم بعدها أراجع مادة أدبية، وهكذا.
في بداية الأمر كنت أستيقظ باكرا أرتب نفسي وأدرس لمدة ساعة تقريبا، إلا أنه بمرور الوقت غيرت ذلك، فكنت أعتمد على الفترة الليلية أكثر لمراجعة الدروس، ولم أكن أرهق نفسي كثيرا وأذهب للراحة عندما أشعر بالتعب.
* وبخصوص دروس الدعم ؟
– نعم استفدت من الدروس الخصوصية كثيرا التي أراها مهمة ليس لمستوى الأساتذة أو طريقة التدريس ولكن الوقت لا يكفي للدراسة في الثانوية فقط، فالحصص الإضافية مفيدة وساهمت كثيرا في هذا النجاح خاصة أستاذ الرياضيات الذي أعطانا الملاحظات القيمة التي سهلت لي طرق استرجاعي لأهم المعلومات عند اقتراب موعد الامتحان.
* بصراحة، ما سر نجاحك الباهر ؟
– عنواني التميز والتألق ودائما أجتهد من أجل أن أكون الأفضل، حيث كان لي في القسم بعض المنافسين، كنت أحرص على أن أتفوق عليهم، وربما الأمر الذي ساعدني هو دراستي لكل المواد بدون استثناء بما فيها الأدبية أيضا التي أكملت حفظها قبل اقتراب وقت البكالوريا، أين وجدت نفسي أعيد مراجعتها فقط، عكس بعض الزملاء الذين كانوا يركزون في دراستهم على المواد العلمية فقط مع الأسف.
* كيف وجدت أسئلة “الباك” لهذا العام، وهل كانت في المتناول ؟
– الأسئلة كانت في متناول الجميع، وأنا اعتمدت على 70٪ فهم و30٪ حفظ، استخدمت المصطلحات التي يحبذها المصحح وتسهل له مهمته في التصحيح، مع التركيز على جمالية اللغة ونظافة الورقة، وهي نصيحة أستاذي في العلوم – أوجه له كل آيات الشكر والتقدير – الذي علمني المنهجية المناسبة التي مكنتني من الحصول على هذه النتيجة بعد توفيق الله واجتهادي.
* كرمك الوزير الأول عبد المجيد تبون مؤخرا بقصر الشعب ضمن فئة المتفوقين، ماذا قال لك؟!
– بارك لي الوزير الأول عبد المجيد تبون هذا النجاح، وتمنى لي أن أظل متميزة ومتفوقة و”دعالي بالخير”، وأنا كذلك تمنيت له التوفيق في مسيرته على رأس الوزارة الأولى، لكن مع الأسف لم يكن هناك الوقت الكافي للحديث معه أكثر.
* وكيف كان لقاؤك مع وزيرة التربية بن غبريط ؟
– نظمت لنا مأدبة عشاء على شرف المتفوقين ووجهت لنا النصائح بما فيها التركيز على دراسة اللغات الفرنسية والإنجليزية، كما تحدثت معنا عن مجهوداتها التي تسعى إلى تجسيدها على أرض الواقع، حقيقة هي إنسانة متواضعة ورائعة، كانت لي صورة مختلفة عنها من قبل، دعت لنا بالخير، ووزير التعليم العالي كذلك كان يرشدنا ويجيبنا على أسئلتنا فيما يتعلق بالتخصصات الجامعية.
* ما التخصص الذي تريد أن تدرسه خولة في الجامعة، وما هي طموحاتها في المستقبل؟
– سأختار تخصص الطب خاصة وأني أعشق مادة العلوم الطبيعية ومهووسة بما يحدث داخل جسم الإنسان والمناعة، أما فيما يخص طموحي المستقبلي فأنا أود أن لا أتوقف عند محطة، أن أكون طبيبة، بل أن أتعدى هذا باهتمامي بالبحث العلمي لربما أتمكن من الوصول لأدوية لأمراض لطالما حصدت أرواح كثيرين، وأن أحصل على جائزة نوبل للطب، وهو ما ظل عمي يكرره لي دائما.
* من قدوتك في هذه الحياة ؟
– قدوتي هو الرسول صلى الله عليه سلم الذي أحبه جدا، وأتمنى أن أسير على خطاه، بالرغم من تقصيرنا في هذه الحياة بسبب دخول متغيرات جديدة.
* كم تحفظين من القرآن الكريم ؟
– أحفظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم وأغتنم العطل في الحفظ والمراجعة منذ الصغر، في السنة الثالثة متوسط حفظت سورة “البقرة” ومنذ انتهى الباك أتممت حفظ حزبين وأعتمد في ذلك على السمع خاصة صوت القارئ إبراهيم الجبريل فأمنيتي أن أختم كتاب الله.
* هل تملكين حسابا على “الفيسبوك“، وهل ترينه وسيلة إيجابية أم سلبية بالنسبة للتلميذ المقبل على الباك ؟
– لا أملك أي حساب لا على الفيسبوك ولا باقي وسائل التواصل الاجتماعي، فأنا أعتقد أن الفيسبوك مرض وإدمان وهو ما أكده لي أصدقائي في الثانوية، ولهذا أنا أراه وسيلة سلبية تشغل الإنسان عن إنجاز مهامه ومع ذلك أنا أستخدم الأنترنت للبحوث والتحصيل العلمي.
* وبالنسبة للسيد سمير بلاسكة، ماذا تتوقع من ابنتك في المستقبل؟
– بصفتي الوالد مفتش التغذية المدرسية، سعيد بالنتيجة المحققة ونطلب من الله أن يوفقها في مسيرتها العملية، أتمنى أن يهتموا بابنتي أكثر لتبدع لبلدها وولايتها خاصة في المجال الذي تحلم أن تتقدم فيه فيما يتعلق بالبحث في مجال الطب.
المصدر : الحوار