خلفت وفاة الطالبة حياة كحيلي، أول مترشحة تجتاز شهادة الباكالوريا على متن سيارة إسعاف، صدمة كبيرة وسط العاملين بمستشفى
مدينة مغنية الحدودية، خصوصا عمال الإدارة، على رأسهم مدير المشفى، السيد بن هيبة، الذي أعد كل التجهيزات للاحتفال بحصولها
على شهادة الباكالوريا بمعدل مشرف.. وهي التي صنعت الحدث وسط المترشحين بمغنية لتحديها مرضا خطيرا يصيب واحدا من مليون
شخص. وتمكنت من تحقيق حلم النجاح ليس فقط لعائلتها التي رافقتها منذ ولادتها وطيلة 17 سنة من عمرها بالمشفى وإنما لعائلتها
الثانية بمستشفى شعبان حمدون التي لازمتها حتى في تحضيراتها لهذه الشهادة المصيرية.
حياة، التي تمكنت من الحصول على رغباتها الأولى لمتابعة دراستها بالجامعة، شاءت القدر أن يختطفها الموت قبل أن تواصل
مشوارها الذي طالما كان حلم صباها.. وتمكن منها المرض مباشرة بعد سماعها خبر النجاح لتدخل في غيبوبة بعد يومين استلزمت
تحويلها إلى مصلحة الإنعاش. ورغم أن ترتيبات إدارة المشفى كانت جاهزة للاحتفال بأول ناجحة في الباكالوريا قضت عمرها وتربت
وسط جو عائلي بالمشفى، إلا أن القدر شاء أن يخطفها قبل أن تحتفل بمعية محبيها والأساتذة الذين تطوعوا لمساعدتها في الحصول
على الشهادة الحلم. حياة إكرام الشابة البشوشة، التي كانت تخبئ في ملامح وجهها الكثير من التحدي لمواصلة المشوار، رحلت دون
أن تدري أنها تركت نموذجا يقتدى به في التحدي والصبر.. وكشف السيد بن هيبة، مدير المشفى، أن المرضى والعاملين بالمشفى دخلوا
في حالة صدمة لرحيل حياة، وهي التي كانت تخلق جوا من البهجة رغم ظروفها الصحية الخطيرة بسبب مرض “البتا تلاسيمي”، الذي يتسبب في تآكل أعضاء الجسم في العشرينيات من العمر.